ثقافة اليمن


ثقافة اليمن غزيرة و غنية بمختلف الفنون الشعبية من رقصات و أغاني و الزي و الحلي النسائية و الجنبية تختلف من منطقة لأخرى

 تعود بأصولها لعصور قديمة جدا و لها دور في تحديد معالم الهوية اليمنية و قوميتها [1]
  • الرقصات الشعبية
الرقصة الشعبية الأكثر إنتشارا في اليمن هي رقصة "البرع". و كلمة "برع" مشتقة من "يبرع" أو "البراعة"[2] و تختلف أنماط الرقصة بإختلاف
المناطق و القبائل. فهناك البرعة الهمدانية و التهامية و الحارثية واليافعيةو المأربية كلها تتميز عن الأخرى بالموسيقى المصاحبة و سرعة الحركة 
و على إختلافتها إلا أن كلهارقصات حرب و قتال ضاربة في القدم , و مقتصرة على القبليين فقط لم لها من دلالات و معاني. و أهم معاني البرع هو
 تعليم أبناء القبيلة أن يعملوا كمجموعة 
مترابطة في ظروف صعبة [3] إذ يستعمل الراقصون الخناجر و في حالات عدة يضعون أسلحة فوق أكتافهم [4]
تختلف الأمور إلى حد ما في المناطق الجنوبية للبلاد فالبرع ليس منتشرا في حضرموت و عدن و المهرةو الرقصات الشعبية في هذا الجزء
من اليمن دخلت عليها عوامل خارجية
 نتيجة علاقاتهم القديمة بشعوب جنوب شرق آسيا [5] من أشهر الرقصات جنوب البلاد , الشرح , الزفين و الشبواني و الأخيرة لها جذور تتعلق بالحرب[5]
 إلا أن أهل حضرموت أثروا على غيرهم من الشعوب كذلك فرقصة زافينالماليزية هي حضرمية أصلا[6] و تختلف الرقصات بإختلاف الطبقات الإجتماعية
 في حضرموت فكان قديما "للعبيد" زامل و رقصات خاصة بها لا يشترك فيها رجال القبائل [7]
لليهود في اليمن رقصة مشهورة تدعى الخطوة اليمانية (عبرية:צעד תימני تساعاد تيماني ) يتشارك فيها الجنسان ولا يستعمل فيها أي نوع
 من الأسلحة إلا أنها تتشابه مع رقصات أخرى في اليمن و تؤدى في الأفراح غالبا.

[عدل]السلاح في اليمن

يعتبر إمتلاك السلاح أمرا مألوفا و جزء من شخصية اليمني إبتداء بالخنجر إلى الأسلحة الثقيلة التي يمكن شرائها في الأسواق [8][9] إلا أن هناك أسبابا سياسية
وراء إنتشار السلاح في اليمن فالحكومة المركزية ضعيفة و هيكلتها قبلية خالصة. فلم تكن هناك جهود جدية للحد من إنتشار السلاح بين المدنيين و لا حتى
إخراطهم في قوات منظمة [10] فعلاقة الجيش بالقبائل قوية و متباينة و كثير من أبناء القبائل قد لا يكون منخرطا في القوات الحكومية إلا أن ولاءات قبلية
 و مصالح تدفعه أو لا تدفعه لمشاركة الجيش في عملياته المختلفة[11] فإعتماد السلطة على القبائل بهذا الشكل أحد أهم عوامل إنتشار السلاح في اليمن رغم بعض
 القرارات العلنية الصادرة في الأعوام الماضية عن تقنين السلاح و تجارته , إلا أنها فشلت فشلا ذريعا [12][13] و هناك من 61 ـ 81 (أعلى إحتمال) قطعة سلاح
 لكل 100 مدني في اليمن[13][14] و إحصائية " 60 مليون قطعة سلاح " غير صحيحة و لا تعتمد على دراسات و لا تعدو أن تكون تخمينا لإن أعداد الكلاشنكوف
 حول العالم أجمع لا تتجاوز مليون قطعة[15]

[عدل]الأزياء و الحلي


طفلة يمنية بزي قديم إختفى عن اليمن مؤخرا

يمنية بزي عروس قديم لم يعد يستخدم إلا في أفراح بعض اليهود
تختلف أنماط اللباس بإختلاف المناطق و القبائل بل إنه كان قديما بالإمكان التعرف على قبيلة الرجلمنجنبيته و
عمامته [16][17] لا زالت تستعمل قرونوحيد القرن و العاج المستورد من أفريقيا لصناعة الخناجر الفاخرة رغم المنع الحكومي [18] و تعود أصول الجنبية إلى عصور قديمة فالنقوش القديمة تظهر عددا من الملوك متقلدا خنجرا على وسطه [19] و يتوارث صناعة الجنابي عائلات معروفة و كان اليهود قديما من أمهرهم
في صناعة الغمد. يرصع أهل البادية خناجرهم بالعقيق اليماني في مأرب و حضرموت في حين أهالي صنعاء يكتفون بالمعدن فيزرعون جنابيهم بالفضة والذهب واللاز (برونز) مع مقابض من قرون البقر[20] و تتنوع أغطية الرأس في اليمن وبالذات في حضرموت فرحلات أهلها التجارية أضفى على أغطية رؤوسهم تنوعا. و تختلف العمامة أو "العمة" في المهرة و حضرموت عن المناطق الشمالية للبلاد لقربهم من سلطنة عمان. و يرتدي بعض اليمنيين القاوق الذي يصنع من قماش قطني بشكل كوفيتين يوضع بينهما قليل من القطن. وكان يلبسه الفقراء والأطفال الصغار. وكثيرا ما يستخدم هذا القاوق قاعدة للعمامة. وهناك قاوق القص الذي قدم من جنوب شرق آسيا و يظهر ذلك في أغطية بعض اليمنيين المتصلين بهم و تختلف العمائم بإختلاف الطبقة ـ أو كانت كذلك على الأقل ـ[21]
كانت النساء قديما ترتدي زيا مغايرا للعباءة السوداء المنتشرة حاليا و التي دخلت اليمن قريبا. فالعادات و التقاليد اليمنية و طبيعة الشعب الزراعية لم تعرف اللون الأسود و كانت المرأة اليمنية و لا زالت في المناطق النائية تخرج و تهتم بأرض أهلها [22][23] و كإختلاف الخناجر و العمائم عند الرجال بسبب المناطق و القبائل فإختلاف المناطق أضفى تنوعا على زي النساء في اليمن. دخلت العباءة السوداء بشكلها الحالي مع إزدياد تأثير الجماعات الدينية في اليمن [24]
استخدام المجوهرات قديم في اليمن و إختلافات بسيطة تطرأ على الشكل و موضع اللباس من منطقة لأخرى. فقد عرف اليمنيون منذ القدم أنهم تجار ذهب و فضة و رصد كتبة العهد القديمذلك[25] و تصنع الحلي يدويا و وتزين بالفصوص و الأحجار المختلفة الكريمة مثل المرجان و العقيق و الياقوت و اللؤلؤ و الكهرمان و الزمرد التي يتم استخراجها من مناجم يمنية[26]

[عدل]الموسيقى و الشعر

Crystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :موسيقى يمنية

آلة القنبوس اليمنية التراثية
عدت منظمة اليونيسكو اللون الصنعاني من التراث الثقافي اللامادي للإنسانية الذي ينبغي المحافظة عليه و صيانته[27] و تدور الأغاني الصنعانية حول الحب و الغزل و تنتهي غالبا بصلاة على النبي محمد. أغلب كلماته من مدرسة الشعر الحميني التي لا تلتزم بقواعد اللغة العربية الفصحى و هو مزيج بين اللهجة المحلية و الفصحى و من أشهر أغاني هذا اللون :
و غيرها كثير للأسف المؤلفين الأصليين لهذه الأشعار مجهولون و نسبت قصائدهم دون أي أدلة للأئمة الزيدية الذين كانوا يفرضون عقوبات على المغنيين أصلا و ينظرون إليهم ـ كغالب المجتمع اليمني ـ نظرة دونية[28] و يعرف الغناء الصنعاني بالبلبلة و هي مرادف الدندنة في حضرموت و عدن. و ضياع أسماء الشعراء لأسباب إجتماعية و دينية قديمة هو أحد أهم أسباب سرقة التراث اليمني و نسبه إلى شعراء و مغنيين خليجيين[29][30] بل إن بعض الإنتحال يحدث لقصائد و أغاني يعرف اليمنيون مؤلفوها جيدا [31] و قامت منظمة اليونيسكو بالتعاون مع وزارة الثقافة اليمنية بجهود لتوثيق الفن اليمني مؤخرا [32]
و من الفنون الغنائية المهمة في اليمن الفن الحضرمي و أبرز شعراءه حسين المحضار و أبو بكر سالم بلفقيه و هو فن وصلت إنتشر في الجزيرة العربية أكثر من الصنعاني و وصل إلى جنوب شرق آسيا [33] و محمد جمعة خان الهندي الأصل الذي أدخل ألحانا و إيقاعات هندية على الموسيقى في حضرموت [34] و الفن العدني كذلك و أشهر مغنيهمحمد مرشد ناجي و محمد سعد عبد الله و فيصل علوي و من الأغاني العدنية و الحضرمية المشهورة :
  • "كما الريشة"
  • "علي مسيري"
  • " يحيى عمر قف يازين"
  • " يوم الأحد في طريقي"
و غيرها كثير في مكتبة التراث اليمني الذي بقي بلونه القديم و لم يتغير رغم بعض المحاولات من فنانين مثل أحمد فتحي و فؤاد الكبسي و من المغنيين اليمنيين المعروفين في اليمن أيوب طارشالذي غنى العديد من الأغاني الوطنية .

للشعر أهمية كبيرة عند اليمنيين لطبيعة الشعب القبلية و إفتخار القبائل بشعرائها قديما و حديثا و من أبرز الشعراء الحداثيين في اليمن الشاعر عبد الله البردوني و عبد الله عبد الوهاب نعمان عبد العزيز المقالحو حسن عبد الله الشرفي و علي بن علي صبرة. يوجد لون منتشر في اليمن يسمى الزامل و هو نوع من "الإنشاد" يختص به أبناء القبائل و يكثر منه أثناء الحروب و المعارك و هو فن يمني قديم متعلق بالحرب و غرضه إخافة الأعداء و يعود إلى عصور قديمة و كان ذا شكل واحد و هو الحرب لا غيرها[35] تطور الزامل عبر العصور و ظهرت زوامل مثل زامل الترحيب و الرثاء و الأعراس و الهجاء و التربيع (الإنضمام في حلف لقبيلة أخرى) و غيرها. و هو موجود بصورته هذه في المناطق الشمالية للبلاد فحسب[36] أما في حضرموت فالزامل رقصة حربية و لديهم لون مشابه يسمى بالشيلة.
نصيب اليهود من الأغاني اليمنية كبير و غني كذلك و أشهر الشعراء اليهود اليمنيين الهاخام الأشهر بين يهود اليمن شالوم الشبيزي الذي عاش و توفي في تعز في القرن السابع عشر[37]أغلبها ذات طابع ديني حافظ عليه اليهود اليمنيين حتى أن اليهود من أصول أخرى دهشوا من كم الفخر و الإعتزاز الذي يحمله اليهود اليمنيون لتراثهم مقارنة بمجتمعات يهودية أخرى. و تستعملهم الحكومة الإسرائيلية لإضفاء نوع من الأصالة على دولة إسرائيل في السنوات الأخيرة التي أعقبت عقودا من التمييز ضدهم و ضد باقي اليهود المزراحيين[38][39][40] و غنى عدد من اليهود اليمنيين أغنية الدودحية و هي تحكي قصة حدثت في ثلاثينيات القرن العشرين إضافة إلى قصائد شالوم الشبيزي و أشهر هولاء عفراء هزاع و هارون عمرام و شوشانة ذماري.

[عدل]الطعام

Crystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :مطبخ يمني

فَحْسة من إناء من فخار
المطبخ اليمني غني بالعديد من المأكولات أشهرها المندي و المظبي و الشفوت و السلتة و الجلمة و الفحسة و الهريس و العصيد و المدفونالوزف و عدد من الحلويات كذلك مثل الخمير و بنت الصحن و المطفايــة و اللخم و الزربيان و مشروبات مثل الشاهي العدني و الحقين و القشر (قهوة عربية).

[عدل]السينما

Crystal Clear app kdict.png مقال تفصيلي :سينما يمنية
السينما اليمنية لا زالت في مراحلها الأولى و أل فيلم يمني أنتج عام 2005 و هو يوم جديد في صنعاء القديمةو يتمحور حول شاب متعلم من صنعاء القديمةو علاقته بفتاة من طبقة إجتماعية متدنية لا يعرف لها أهل لها و لا نسب و يناقش الفيلم ثقافة اليمنيين الشعبية بشكل واقعي و أغلب الحوار يدور بلهجة صنعانية رغم أن بعض الممثلين لم يكونوا يمنيين [41] حاز الفيلم على جائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كأفضل فيلم عربي [42][43][44] و هو أول فيلم يمني يعرض في مهرجان كان السينمائي[45] في 2008, قام المخرج فضل العلفي بإخراج فيلم "الرهان الخاسر" و هو فيلم حكومي من إنتاج وزارة الداخلية للتحذير من خطر الجماعات الدينية المسلحة. و هناك عدة أفلام قصيرة من إنتاج هواة و غير محترفين شاركت في مهرجان دبي السينمائي مثل فيلم "أسوار خفية" الذي يصور معاناة "الأخدام" و فيلم "أبوي نائم" و غيرها من الأفلام القصيرة[46] السينما اليمنية لا تزال في أطوارها الأولى و تواجه العديد من المعوقات أهمها الوضع الأمني و الثقافة التي ترى في الأعمال المصورة للواقع خدشا للحياء العام و التقاليد.

تعليقات

المشاركات الشائعة